اهم المقالاتمقالات واراء

مريم ولغز بيع الضمير في وزارة التربية والتعليم:

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت /  سماء كمال

أنا لست فاشلة يا سيادة الوزير، أسألك كيف تقول للإعلام أن هذا خطي؟!لماذا لم تتحري الدقة؟ لماذا لم تستمهل حتي تظهر نتيجة الطب الشرعي وخبير الخطوط ؟ هل تخاف علي موظفيك من المسائلة القانونية؟ فلماذا لا تخاف الله، هؤلاء لن ينفعوك!!
وكان هذا رد الطالبة المسكينة “مريم” والمعروفه بطالبة الصفر ٪ على وزير التربية والتعليم “محب الرافعي” لما أكد أن أوراق إجابتها لم تتبدل وانها حصلت فعلاً على صفر٪.
ولمن لا يعرف حكاية مريم، إليكم موجزاً بها:

“مريم ملاك تادرس” الطالبة في مدرسة صفط الخمار الثانوية، قرية صفط الشرقية بمحافظة المنيا، عاشت مريم طوال عمرها من الأوائل، منذ مرحلة الإبتدائي مرواً بالأعدادي وحتى المرحلة الثانوية.
وكان مجموعها في أولى ثانوي ٩٦٪، وثانية ثانوي ٩٨٪. وكانت تحلم طوال عمرها بأن تكون طبيبة متميزة.
وفي العام الماضي توفي والدها ولسوء حالتها النفسية قررت التأجل للسنة التالية حتي تستطيع تحقيق حلمها وتحصل على المجموع المؤهل لذلك.
وبالفعل ذاكرت واجتهدت هذه السنة وعند نهاية كل إمتحان كانت تخرج وتراجع إجاباتها مع مدرسيها، وكانوا يشيدون لتميز إجابتها.
وفي يوم اعلان نتيجة الأوائل على الجمهورية صدمت وحزنت كثيراً عندما لم تجد اسمها معهم، فكانت متوقعة أنها ستحصل على مركز على الجمهورية كلها. فهي واثقة ومتأكدة من مستواها ودرجة تفوقها.
لكنها سلمت امرها لله وانتظرت إعلان نتيجة المدرسة فإن لم تكن من الاوائل على الجمهورية فسوف تحصل بالتأكيد على مركز على محافظتها أو مدرستها، وكانت الصاعقة!!
حصلت مريم على صفر٪ في كافة المواد عدا العربي حصلت فيه على درجة ونص فقط!!!!

انهارت مريم واسرتها وبعدما هدءوا قليلاً ذهبوا للتأكد كيف حدث هذا، فبالتأكيد هناك خطأ!!
وبعد تقديم التظلم ظهرت المفاجأة!! الورق لا يخصها، ولا هذا خطها، عدا الاسم الذي كتبته على كراسة الإجابة!!
حررت أسرة مريم محضر وبالطبع لا حياة لمن تنادي، وخرج رئيس كنترول أسيوط وقال للنيابة “أوراق الإجابة التي لديهم تخص مريم وسليمة ولا تلاعب فيها”!!
وتحول الموضوع لقضية ومنذ أيام سمعنا خبر أن النيابة أصدرت قراراً اعترفت فيه أنه فعلاً تم تزوير ورقة اجابات “طالبة الصفر” بالثانوية العامة، والوزير يتعهد بالاعتذار لها بسبب هذه المهزلة التى حدثت حيث تم تبديل اوراق اجابات مريم لصالح طالب فاشل او طالبة فاشلة ! وأن الوزارة حتجيبلها حقها .. ولكن الحقيقة كشفها اخوها الدكتور مينا بأن هذا كذب ولم يعتذر أو يعترف أحد!!

وأخيراً اقفل الموضوع نهائي وتفضل المتحدث بإسم الوزارة وقال ان الطب الشرعي اثبت انه خطها!! وأن والقضية أغلقت ومن حقها أن تعيد الامتحان ولن يضرها أحد رغم موقفها السلبي الذي شوه الوزارة!! واضاف اننا في دولة مؤسسات والقضاء قال كلمته ويجب احترام القضاء ولا تعليق على أحكام القضاء!!

حالة مريم ف تدهور وانهيار مستمر بسبب ضياع مستقبلها، مريم ظهرت في عدة برامج إعلامية وصحف كثيرة تحدثت عنها على أمل أن تسترد حقها وتحقق حلمها.
ولكن كما وضحت سابقاً لا حياة لمن تنادي.
وعندما تفضل الأستاذ إبراهيم أمين، كبير مراسلين مجلس الوزراء، بسؤال الطالبة مريم ، عقب زيارتها لرئيس الوزراء ووجه لها أربعة أسئلة باللغة العربية بحكم تدريسه للمادة سابقاُ، مؤكداُ أنها أجابت على كل الأسئلة ببراعة وأصبحت مريم بالنسبة له لغزاً ومندهش من نتيجتها.
مريم حقاً طالبة متميزة ومتفوقة ولها حضور ولها حقوق، من الممكن أن تصبح عالمة في مجالاً ما، كنزاً يقدر قيمتة في دول تحترم حقوق الإنسان.
مريم حتى الآن لم تحصل على حقوقها، ولا يوجد ضمير واحد يعترف بالخطأ ويعاقب المجرم حتى تفرح وتستعد لكليتها مثل باقي زميلاتها.
مريم ليست الطالبة الوحيدة التي تعاني من تفشي الظلم في مؤسسة التربية والتعليم ولكن هناك العديد مثلها ولكن صوتهم لم يصل حتى الآن ولم يستعيدوا حقوقهم.
ودموع مريم ومثيلاتها لن تجف إلا إذا تمت معاقبة ونزع الستار عن كل محتال ومستفيد، وفضحه أمام الرأي العام حتى تظمئن القلوب أننا حقاً نعيش في دولة مؤسسات.
وفي ظل هشتاج ‫#‏مصر_بتنضف‬ الذي يكتسح منذ الأمس وسائل التواصل الإجتماعي هل لمريم بينكم مكان لتستعيد حقوقها ويكشف الستار عمن هدم أحلامها!!
قضية مريم الان أصبحت قضية رأي عام، ولا تخص مريم وحدها، لذا فلتسترد حقوقها علناً وليس فقط في الخفاء، حقاً وليس عطفاً أو منّاً، وليعاقب علناً الجاني مهما كانت نفوذه.
وإلا ف أهلاً لظاهرة جديدة تسمى تجارة “بيع كراسات الإجابات”، مثلها مثل نظيرتها السابقة تجارة “بيع الأعضاء البشرية”، والتي بدءت أيضاً ظاهرة غابت عنها دولة المؤسسات حتى أصبحت تجارة دولية عبر القارات

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button